حدث في مثل هذا اليوم 18 فبراير اغتيال يوسف السباعي وزير الثقافة المصري الاسبق. وذلك في قبرص 1978. يوسف السباعي أديب مصري كبير وعسكري سابق ويعتبر فارس الرومانسية في الادب العربي. قال عنه نجيب محفوظ انه جبرتي العصر. يوسف السباعي أديب من أدباء الحياة بل من أدباء السوق التي تعج بالحياة والأحياء وتزدحم بالأشخاص والمهن. عمل كنقيب للصحفيين ومناصب أخرى سنتحدث عنها في هذا المقال. وسنتحدث ايضا عن حادثة اغتياله.
فارس الرومانسية يوسف السباعي
والده محمد السباعي الذي كان متعمقا في الآداب العربية شعرها ونثرها ومتعمقا في الفلسفات الأوروبية الحديثة يساعدها إتقانه اللغة الإنجليزية. السباعي الأب ترجم كتاب (الأبطال وعبادة البطولة) لتوماس كارلايل. وكتب في مجلة (البيان) للشيخ عبد الرحمن البرقوقي. كان “محمد السباعي” الكاتب والمترجم يرسل ابنه الصبي “يوسف” بأصول المقالات إلى المطابع ليتم جمعها، أو صفها، ثم يذهب الصبي يوسف ليعود بها ليتم تصحيحها وبعدها الطباعة لتصدر للناس. حفظ “يوسف” أشعار عمر الخيام التي ترجمها والده من الإنجليزية
وفي أخريات حياته كتب قصة (الفيلسوف). ولكن الموت لم يمهله فتوفى وترك القصة لم تكتمل. وأكمل القصة “يوسف السباعي” وطبعت عام 1957 بتقديم للدكتور “طه حسين” وعاش في أجوائها “يوسف”. القصة جرت في حي السيدة زينب، وأحداثها في العقود الأولى من القرن العشرين. وحسن أفندي مدرس اللغة الإنجليزية في مدرسة أهلية هو (الفيلسوف) وصور محمد السباعي أزمة حسن أفندي العاطفية تصويرا حيا.
يوسف محمد محمد عبد الوهاب السباعي ولد في 17 يونيو 1917 في منطقة الدرب الأحمر بالقاهرة. كان يوسف أكبر إخوته في الرابعة عشرة من عمره عندما، إختطف الموت أباه الذي امتلأت نفسه بحبه وفاخر أقرانه به وعاش على اسمه الذي ملأ الدنيا، ولم يصدق أن أباه قد مات. وتخيل أن والده غائب وسوف يعود إليه ليكمل الطريق معه، وظل عاما كاملا في حالة نفسية مضطربة يتوقع أن يعود أبوه بين لحظة وأخرى. ولهذا كان “يوسف” محبا للحياة يريد أن يعيش بسبب واحد هو ألا يقع ابنه “إسماعيل” في تجربة موت الوالد.
المسيرة المهنية ليوسف السباعي وزير الثقافة الأسبق
التحق بالكلية الحربية في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1935 وترقى إلى درجة الجاويش وهو في السنة الثالثة وبعد تخرجه من الحربية تم تعيينه في سلاح الصواري وأصبح قائدًا لفرقة من فرق الفروسية، بدأ السباعي منذ منتصف الأربعينات في التركيز على الأدب وليؤكد وجوده كقاص فقد نشر عدد من المجموعات القصصية وأعقبها بكتابة عدد من الروايات، كان السباعي في تلك الأثناء يجمع ما بين عالم الأدب والحياة العسكرية حيث كان له الفضل في إنشاء سلاح المدرعات
إقرأ أيضا:10 مارس ذكرى ميلاد الارهابي أسامة بن لادن زعيم ومؤسس تنظيم القاعدةبعد أن أجتاز السباعي المرحلة الثانوية وعلى الرغم من عشقه للأدب إلا أنه أختار دراسة بعيدة كل البعد عن ميوله الأدبية حيث التحق بالكلية الحربية وتخرج منها في عام 1937م وبعد التخرج تدرج السباعي في العديد من الوظائف والمناصب، ولم تبعده هذه المناصب والأعمال التي كلف بها عن عشقه الأول للأدب حيث سار الاثنان جنباً إلى جنب في حياة السباعي. ثم اختير مديراً للمتحف الحربي عام 1949م وتدرج في المناصب حتى وصل إلى رتبة عميد. وقد بدأ السباعي مسيرته في العمل العام بإنشاء نادي القصة ثم تولى مجلس إدارة ورئاسة تحرير عدد من المجلات والصحف منها روز اليوسف، و آخر ساعة، و دار الهلال، و الأهرام
في عام 1966م انتخب سكرتيراً عاماً لمؤتمر شعوب أسيا وأفريقيا اللاتينية، وعين عضواً متفرغاً بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وزير، ورئيساً لمجلس إدارة دار الهلال في عام 1971م، ثم اختير للعمل كوزير للثقافة في مارس 1973م في عهد الرئيس السادات، وأصبح عضواً في مجلس إدارة مؤسسة الأهرام عام 1976م، وفي عام 1977 تم انتخاب السباعي نقيب الصحافيين المصريين.
اغتيال يوسف السباعي وزير الثقافة الأسبق
تم اغتياله فى قبرص، أثناء مشاركته فى مؤتمر التضامن الأفروآسيوى السادس. فى 18 فبراير 1978، على يد عدد من الفصائل المسلحة اعتراضا على اتفاقية السلام مع إسرائيل. بحكم منصبه سافر إلى دولة قبرص، لحضور مؤتمر آسيوى أفريقى،رغم تحديزرات الكثيرين له لان قبرص بها اختراق امني من قبل اسرائيل. لكنه لم يخاف ووافق على السفر. وصل يوسف السباعى إلى العاصمة القبرصية نيقوسيا على رأس الوفد المصرى المشارك، فبينما كان ينزل من غرفته بالفندق، صباح يوم السبت 18 فبراير 1978، متجهًا إلى قاعة المؤتمرات بالمكان ذاته، وقف يطلع على بعض الصحف الصادرة صباح ذلك اليوم. حيث فوجى رواد الفندق، بقيام شخصين بإطلاق النار على السباعى، أصيب بعدد 3 طلقات منها، فارق الحياة على إثرها.
إقرأ أيضا:28 فبراير البابا بندكت السادس عشر يستقيل من منصب بابا الفاتيكانهناك موقفان أساسيان يشكلان تلك النهاية ليوسف السباعي وزير الثقافة الأسبق. الاول تعينه في منصب سكرتير عام لمؤتمر الوحدة الأفروأسياوية. الذي تم تأسيسه بعد الحرب العالمية الثانية. وذلك خلال الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي. وقد اسسته دول عدم الانحياز التي لم تنضم لاي قوة من الدولتين. أما الموقف الآخر هو سفره الى القدس برفقة محمد أنور السادات. وذلك عام 1977 لعقد اتفاقية السلام مع اسرائيل. بعدها اعلنت بعض الدول العربية عدم التعامل مع مصر بسبب معاهدة السلام مع اسرائيل. ولذلك كانت العلاقات المصرية الخارجية متوترة للغاية.
فى يوم 19 فبراير 1978، وارى جثمان يوسف السباعى الثرى، إلى مرقده الأخير، فى جنازة شعبية مهيبة.
احتجاز رهائن بعد اغتيال يوسف السباعي رائد الأمن الثقافي ووزيز الثقافة الاسبق
بعد اغتيال السباعي، أخذ القاتلان نحو 30 من أعضاء الوفود المشاركين فى مؤتمر التضامن كرهائن، واحتجزوهم فى كافيتيريا الفندق مهددين باستخدام القنابل اليدوية فى قتل الرهائن. ما لم تستجب السلطات القبرصية لطلبهما بنقلهما جوًا إلى خارج البلاد. تلقت مصر نبأ اغتيال السباعى بصدمة بالغة، وثارت الأسئلة المبكرة عن هوية مرتكب الجريمة. وشرعت التكهنات تشير إلى تورط السلطات القبرصية وتواطئها من أجل أن ينجح المتطرفان فى تنفيذ جريمتهما، وخاصة فى ظل غياب الأمن اللازم لحماية المؤتمر.
ادعا قاتلا السباعي وزير الثقافة الأسبق إنهما قد ارتكبا فعلهما لأنه ذهب إلى القدس برفقة الرئيس السادات. ولأنه بحسب رأيهما كانت له مواقف معادية للقضية الفلسطينية. وما لبثت منظمة التحرير الفلسطينية أن نفت علاقاتها بالحادث.
لم يتأخر الرئيس السادت في الرد على جريمة اغتيال السباعي وزير الثقافة الاسبق، فأرسل فى اليوم التالي طائرة تقل مجموعة من رجال الصاعقة إلى قبرص بغرض القبض على القاتلين وتحرير الرهائن المحتجزين على متن الطائرة القبرصية، وفي السادسة مساءًا طلب قائد الطائرة العسكرية المصرية رخصة للهبوط فى مطار لارنكا مدعيًا أنه على متن الطائرة وزيرًا مصريًا حضر خصيصًا للتفاوض مع القاتلين.
يقول حسن شاش، سفير مصر الأسبق فى قبرص، أنه أخذ السيارة وذهبت إلى المطار فوجد كابريانو، الرئيس القبرصي، واقفًا في برج المراقبة وحوله وزراء، بعد أن كان وصلت لشاش برقية من مصر تفيد بأن وزير الإعلام أتى لكي يتفاوض في موضوع الرهائن والمختطفين، وهو ما أبلغه بدوره لرئيس الجمهورية، كابريانو، فما كان من الرئيس كابريانو إلا أن قال له أن يأخذ معه وزيرًا لكي تستقبلوا الوزير المصري عندما تأتي الطائرة. ولكن المفاجأة كانت أنهم وجدوا طائرة غريبة جدًا، طراز«C130» عسكرية، فأوقفوها فى آخر المطار.
محاولة تخليص الرهائن التي احتجزها قاتلا يوسف السباعي
يقول حسين شاش اخذت قائد القوات على متن الطارة العسكرية قراره بالهجوم على الطائرة المختطفة و بدأ تقسيم أفراد الصاعقة إلى عدة مجموعات ثنائية جزء منها مترجل و جزء على العربة ال Jeep التي جلبوها معهم على متن الطائرة ، قام أحد أبطال الصاعقة المصرية في حرب الإستنزاف و حرب أكتوبر بقيادة مجموعة الإقتحام المترجلة (بإعتباره ثاني أعلى رتبة في المجموعة كلها المتواجدة على متن الطائرة العسكرية) ،و صعد على سلم الطائرة المختطفة فالقيت عليه قنبلة يدوية من باب الطائرة الذي كان مفتوحا فانفجرت القنبلة خلفه و تطايرت شظايا اصابت ظهره ثم وجد يد تظهر ممسكة بطبنجة و تضرب عشوائيا و لكن بزاوية بعيدة عن جسد البطل المصري الذي بادرها بدفعة رشاش اصابت الإرهابي الفلسطيني مباشرة فاستسلم على الفور هو و زميله الذي معه.
دور الصاعقة المصرية في حادث اغتيال يوسف السباعي وزير الثقافة الاسبق
كان افراد الصاعقة المصرية يسيرون ثنائيات (اثنان اثنان) وفجأة سمع دوي اطلاق نار من ناحية القوات القبرصية (من خلف القوات المصرية) ، سقط مجموعة من الصاعقة المصرية شهداء بعد الغدر و الخيانة التي قامت بها القوات القبرصية و عندما انتبهت باقي القوات اخذت سواتر و تبادلت اطلاق النار مع القوات القبرصية، ثم نزل من الطارة المدنية الأخرى التي هبطت مجموعة من الارهابيين بيدهم اسلحة رشاشة يضربون بها تجاه افراد الجيش المصري فبادرهم ابطال الصاعقة بإطلاق النار فهرب الارهابيون الجبناء مهرولين . و تم اطلاق النار على طائرة النقل العسكرية المصرية و استشهد طاقمها على الفور.
و كان يوجد بها ايضا شخصية عسكرية مصرية برتبة كبيرة تدير عملية الاقتحام و على الفور قامت هذه الشخصية رفيعة المستوى و المجموعة التي معها بالنزول من طائرة النقل و اقتحام طائرة مدنية على الممر ،واتصلوا من على متنها ببرج المراقبة و اخبرهم انه اذا لم يتم وقف اطلاق النار فان المصريين سوف يحرقون مطار لارناكا بكل من فيه، و في تلك اللحظة قام بطل من الصاعقة التي تتبادل اطلاق النار مع القوات القبرصية باستهداف كشافات النور الموجهة نحوهم بسرعة شديدة فصدق القبارصة ان المصريين جادون في تهديدهم و انهم سوف يحرقون المطار و توقفوا عن اطلاق النار.
السادات يعلن الحرب على قبرص بعد اغتيال يوسف السباعي
الرئيس السادات وقتها اعلن الحرب على قبرص على اثر اغتيال يوسف السباعي وزير الثقافة الأسبق. اذا لم تعد كل القوات المصرية و كل الرهائن الى مصر خلال ساعات معدودة عادت القوات المصرية بالفعل. و تدخلت امريكا و بريطانيا لتهدئة الامور و قامت مصر بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قبرص.
في اليوم التالي لمعركة مطار لارنكا، طلب رئيس الوزراء، ممدوح سالم، من الدكتور بطرس غالي، وزير الدولة للشئون الخارجية آنذاك. أن يسافر إلى قبرص ليتفاوض مع السلطات القبرصية من أجل استعادة رجال الصاعقة المعتقلين هناك وأيضًا العودة بجثث الضحايا، وتم ذلك في 20 فبراير عام 1978.
بعد أن تحركت الطائرة التي استقلها بطرس غالي ورجال الصاعقة المصريون بدقائق معدودة من قبرص. أعلنت مصر قطع علاقاتها مع الجمهورية القبرصية، وسحب اعترافها بالرئيس القبرصى كابرينو. واستدعاء بعثتها الدبلوماسية من نيقوسيا، كما طالبت الحكومة القبرصية بسحب بعثتها الدبلوماسية من القاهرة.
وفي مطار القاهرة تم استقبال رجال الصاعقة استقبال الأبطال، وتم تكريمهم ومنحهم الأوسمة، وأقيمت جنازة شعبية لضحايا الحادث شارك فيها الرئيس السادات.
محاكمة قاتلي يوسف السباعي فارس الرومانسية
في 9 مارس عام 1978، بدأت محاكمة قاتلي السباعي وزير الثقافة الاسبق، زيد حسين علي، وسمير محمد خضير، أمام المحكمة القبرصية، ورأس الجلسة المدعي العام القبرصي، وحضرها فريق من المراقبين المصريين، ترأسه النائب العام المصري، عدلي حسين، وفى 4 من أبريل عام 1978، حكمت المحكمة القبرصية على قاتلي السباعي بعقوبة الإعدام.
ولكن بعد عدة أشهر أصدر الرئيس القبرصي، سيبروس كابرينو، قرارًا رئاسيًا بتخفيف الحكم عليهما، من الإعدام إلى السجن مدى الحياة، وذلك لأسباب غير معروفة قيل فيما بعد إنها تتعلق بأمن قبرص.
فأعلنت قبرص وقتها أنها تلقت تهديدات من منظمات إرهابية عربية، بقيام عمليات على أراضيها إذا لم تطلق سراح المتهمين بقتل السباعي، وترددت بعد ذلك أنباء تفيد بأن قاتلي السباعي قد رحلا من قبرص دون أن يتما الحكم الصادر بشأنيهما.
الاعمال الادبية ليوسف السباعي
- نائب عزرائيل
- أرض النفاق
- يا أمة ضحكت
- اني راحلة
- السقامات
- البحث عن جسد
- بين الاطلال
- رد قلبي
- طريق العودة
- نادية
- جفت الدموع
- نحن لا نزرع الشوك
- مبكى العشاق
- هذا هو الحب