حدث في مثل هذا اليوم 24 فبراير 1304 ميلاد الرحالة المسلم ابن بطوطة أمير الرحالين المسلمين. محمد بن عبد الله بن محمد اللواتي الطنجي وهو رحالة ومؤرخ ورسام خرائط وكاتب وقاضي وفقيه وتاجر أمازيغي من قبيلة لواتة. استغرقت رحلته 27 عاما. حيث خرج من طنجة 1325 ميلادية وانتهى منها 1352م. فطاف بلاد المغرب ومصر والحبشة والشام والحجاز و وتهامة ونجد والعراق وبلاد فارس واليمن ووعمان والبحرين ووتركستان وبلاد ماوراء النهر ووالهند والصين وجاوة وبلاد التتار وأواسط افريقيا.
ميلاد الرحالة المسلم ابن بطوطة أمير الرحالين المسلمين
ولد في طنجة سنة(703 هـ/1304م) بالمغرب. اسمه الكامل هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن يوسف اللواتي الطنجي بن بطوطة بن حميد الغازي بن القريش العلي، تسمّى باسم أمه بطوطة وهي في الأصل فطومة. وكل المعلومات المتوفرة عن حياة ابن بطوطة مصدرها السير الذاتية المذكورة في سياق حكايات رحلاته. ولد ابن بطوطة في عائلة من علماء القضاء الإسلامي بمدينة طنجة بالمغرب في 25 فبراير 1304، خلال عهد الدولة المرينية. يرجع نسب ابن بطوطة إلى القبيلة المعروفة بـ لواتة. وكأي شاب في سنه، كان بإمكانه الدراسة في مدرسة سنية مالكية على اعتبار أنه الأسلوب التعليمي الذي كان سائداً في بلاد المغرب في ذلك الوقت. في شهر يونيو عام 1325 وفي عمر الحادية والعشرين، رحل ابن بطوطة من مدينته متوجهاً لمكة لأداء فريضة حج البيت في رحلة قد تستغرق ستة عشر شهرا. لم ير بعدها المغرب لمدة أربعٍ وعشرين عاماً.
إقرأ أيضا:1-10 ذكرى استقلال نيجيريا عن الاحتلال البريطاني في الأول من اكتوبرالرحلة الأولى للرحالة المسلم ابن بطوطة إلى مكة
سافر إلى مكة براً عبر ساحل بلاد المغرب، قاطعاً سلطنة بني عبد الواد والحفصيين. وأثناء رحلته مر بكل من تلمسان، بجاية، وتونس التي مكث فيها ما يقارب الشهرين. انضم ابن بطوطة من أجل سلامته لقافلة؛ حتى يقلل من خطر هجوم الرحالة من بدو العرب. وقد اختار عروسا من مدينة صفاقس، والتي كانت الأولى في سلسلة زيجاته التي ميزت أسفاره. مع بداية ربيع 1326. وبعد رحلة استمرت لأكثر من )3,500 كم 2,200ميلا) وصل ابن بطوطة إلى ميناء الإسكندرية، والتي كانت جزءاً من إمبراطورية المماليك البحرية. وقد قضى عدة أسابيع يزور فيها مواقع عدة في المنطقة، ثم توجه إلى داخل البلاد حيث القاهرة –عاصمة سلطنة المماليك- والتي كانت في ذلك الوقت أيضا مدينة كبيرة ومهمة.
الرحلة إلى مكة
وبعد قضاء ما يقارب الشهر في القاهرة، اختار أن يسير من الطريق الأقرب له من بين طرق عديدة في الأراضي الخاضعة لحماية المماليك. ومن بين الطرق الثلاثة المعتادة والموصلة إلى مكة، اختار ابن بطوطة طريقاً لا يستخدمه المسافرون كثيراً، وضم رحلة إلى وادي النيل من خلال هذا الطريق، ثم إلى شرق ميناء على البحر الأحمر في عيذاب، ولكن عندما شارف على الوصول، أجبرته ثورة محلية في البلاد على الرجوع. عاد ابن بطوطة إلى القاهرة وقام برحلةٍ ثانية كانت هذه المرة إلى المماليك التي تسيطر على دمشق. قابل خلال زيارته الأولى رجل علم الذي تنبأ لهُ بأنه لن يصل إلى مكة المكرمة إلا من خلال السفر عبر الشام، وكان لهذا التحويل ميزة إضافية حيث أن السلطات المملوكية لم تدخر جهداً في الحفاظ على المسار آمنا للحجاج؛ بسبب الأماكن المقدسة التي تقع على طول الطريق، بما في ذلك الخليل، والقدس، وبيت لحم. وبدون هذه المساعدة سوف يتعرض الكثير من المسافرين للسرقة والقتل.
إقرأ أيضا:9 فبراير ذكرى ميلاد الدكتور والروائي نبيل فاروق رجل المستحيل والخيال العلميوبعد أن أمضى شهر رمضان في دمشق، انضم إلى القافلة المسافرة 1,500 كيلومترا (930 ميلا) إلى الجنوب، إلى المدينة المنورة، حيث قبر النبي محمد . وبعد أربعة أيام في المدينة سافر إلى مكة، حيث استكمل حجه وحصل على لقب «الحاج». وبدلاً من أن يعود إلى ديارهِ، قرر ابن بطوطة الاستمرار في رحلاته، واختيار الخانات كوجهته القادمة (الخانات المغولية في الشمال الشرقي).
ابن بطوطة أمير الرحالين المسلمين العرب يتجه نحو اليمن
ركب البحر لأول مرة إلى اليمن. اليمن وشرق إفريقيا: طاف ابن بطوطة أرجاء القطر العربي العريق، وتوقف في مراسي البحر الأحمر، وجال بلدان الشاطئين الإفريقي والآسيوي. فقد زار مدن اليمن كحلي وزبيد وتعز وصنعاء وعدن، وفي الساحل الإفريقي زار مدينة زيلع ومقديشو، بقي فيها في ضيافة السلطان، ثم انتقل إلى مدينة ظفار عبر البحر، ووصف الحياة بها، وذكر سلطانها. وما لاحظه من تشابه بين أهلها والمغاربة، يقول: “ومن الغرائب أن أهل هذه المدينة أشبه الناس بأهل المغرب في شؤونهم…”.
* آسيا الصغرى: بعد أن قضى ابن بطوطة سبع سنوات ونصف من الترحال، يكون قد حج خمس حجات، وطاف العالم العربي في المشرق. فقد تعذر عليه السفر إلى الهند، فشد الرحال إلى آسيا الصغرى عن طريق جدة ثم مصر فالشام، ليصل إلى بلاد العلايا. ويصف العلايا بأنها “أول بلاد الروم”. ويبدي إعجابه ببلاد الروم، إذ يقول: “هذا الإقليم المعروف ببلاد الروم من أحسن أقاليم الدنيا”. ودخل نحو سبع وعشرين مدينة من بلاد الأتراك وتحدث عن سكانها وأحوالها وعادات أمرائها، وما يلفت النظر في حديثه عن هذه البلاد الأخيةُ الفتيان المنتشرون في البلاد التركية “لا يوجد في الدنيا مثلهم أشد احتفاء بالغرباء”
الرحالة المسلم ابن بطوطة يتجول في آسيا
شمال آسيا الصغرى: انتقل صاحبنا إلى شبه جزيرة القرم، ثم آزاق ثم بلاد البلغار، وفيها رأى ما رأى من قصر الليل. وبعد أن تقرب رحالتنا من السلطان أوزبك خان، كلفه السلطان بمرافقة زوجته الخاتون إلى القسطنطينة لزيارة أبيها ملك الروم. فكانت فرصة أمامه وصف فيها المدينة وكنيستها العظمى، وبعض مظاهر الحياة بها.
آسيا الوسطى: عاد الرحالة إلى مدينة السرا، ثم اخترق الطريق إلى خوارزم عبر سراجوق فبخارى، وتحدث عن تخريب التتار لها. ثم إلى سمرقند وتِرْمذ وخراسان وأفغانستان، وتحدث عن هذه البلدان وأهلها. وكان في زيارته لهذه البلدان قاصدا بلاد الهند.
الهند: وصل ابن بطوطة إلى نهر السند، أول بلاد الهند، وذلك في المحرم عام 734 هـ. وقد علم سلطان الهند به فأمر بإكرامه، ثم اتصل به فحظي عنده ووَلّاه منصب القضاء في عاصمته دلهي لنحو سبعة أعوام. وقد بلغت مدة إقامته في الهند نحو عشر سنوات مقربا من السلطان محمد شاه، لذا تحدث عن أحواله وحاشيته وبلاطه. وتنقل خلال العشر سنوات في البلاد الهندية حتى ألِف العيش بها. واطلع على أحوالها ومعالمها المختلفة. وشاهد عاداتها وتقاليدها؛ من ذلك عادة إحراق النساء أنفسهن بعد وفاة أزواجهن. ولم يغادر ابن بطوطة الهند إلا للقيام بسفارة عظيمة إلى الصين. لكنها فشلت رغم الاستعدادات الفائقة. فشاء الله أن يكون العوض في سفرة إلى ذيبة المهل بالمحيط الهندي حيث لقي الترحاب بها، لمكانة المغاربة عندهم
كيف عاد ابن بطوطة أمير الرحالين المسلمين إلى المغرب
جزائر ذيبة المهل: أقام فيها عاما ونصف عام، وتولى فيها القضاء بمذهب المالكية من طرف سلطانتها خديجة بنت جلال الدين. واختلط بأهلها وتعامل معهم، وتعرف على كثير من أحوالهم، حيث تزوج هناك أربع مرات.
الصين: غادر ابن بطوطة جزائر ذيبة المهل متوجها إلى الصين، عن طريق سيلان وجاوة وسومطرة، إلى أن دخل مدينة الزيتون، التي يعتبر مرساها “من أهم مراسي الدنيا وأعظمها”. وتوغل في بلاد الصين فزار أهم مدنها في ذلك الوقت حتى وصل خان بالق. تحدث فيها عن كثرة الفنادق والمنازل لإيواء المسافرين، وعن براعة الصينيين في فن التصوير والخزف. وتعاملهم في البيع والشراء بأوراق نقدية من الكاغد، وتحدث كذلك عن سلطان الصين بالقان، وعن عقيدة أهلها المتمثلة في عبادة الأصنام.
خرج رحالتنا من الصين راجعا إلى الحجاز عن طريق سومطرة فالهند، ثم إيران فالعراق فالشام، ثم حج حجته السادسة وزار قبر الرسول عليه الصلاة والسلام للمرة الأخيرة. وذلك سنة 749هـ. وبعد أن سمع عن أبي عنان من بني مرين وما اشتهر به من عدل وإنصاف. ولّد لديه رغبة جامحة في الرجوع إلى وطنه وإنهاء رحلته الأولى التي دامت نحو خمسة وعشرين عاما. من ثمّ سافر من المدينة المنورة إلى القدس ثم مصر عائدا إلى المغرب، فدخل فاس أواخر شعبان عام 750 لِيَمْثل بين يدي السلطان أبي عنان. وهنا؛ انتهت رحلته الأولى.
الرحلة الثانية لابن بطوطة كيف بدأت ومتى انتهت
الرحلة الثانية بعد عودة ابن بطوطة إلى المغرب. لقي ترحابا كبيرا من طرف أبي عنان وذكر بعض فضائله في عدله وعلمه وشجاعته، وأعجب بالمدرسة التي بناها فقال: “لم أر في مدارس الشام ومصر والعراق وخراسان ما يشبهها”. لم يكد ابن بطوطة يستقر بالمغرب بعد رحلته الأولى. حتى أعاد الاستعداد من جديد لخوض غمار الرحلة والاطِّلاع على غرائبها وعجائبها. والوجهة هذه المرة قريبة زمانا ومكانا، هي الأندلس. وسبب قيامه بهذه الرحلة مختلف عما ألفناه؛ يقول: “ثم عافاني الله فأردت أن يكون لي حظ من الجهاد والرباط. فركبت البحر من سبتة في شطي لأهل أصيلا فوصلت إلى بلاد الأندلس”.
الأندلس: خرج رحالتنا من بلده طنجة بعد أن زار قبر والدته، فعبر إلى العدوة الأندلسية؛ حيث رسا المركب الذي أقله من جبل طارق. ثم انتقل إلى رُنْدة. وقاضيها هو ابن عمه الفقيه أبو القاسم محمد بن يحيى بن بطوطة، ثم مالقة فغرناطة. فتحدث عن ملكها وما لقيه فيها من أعلام، منهم كاتب رحلته ابن جزي.
يقول ابن جزي: “كنت معهم في ذلك البستان ومتَّعنا الشيخ أبو عبدالله بأخبار رحلته. وقيَّدتُ عنه أسماء الأعلام الذين لقيهم، واستفدنا منه الفوائد العجيبة” ثم عاد بعدها إلى المغرب عن طريق جبل الفتح رغم أنه لم يتجاوز الجنوب الأندلسي، ومن الجبل إلى سبتة ثم أصيلا حيث أقام شهورا، سافر بعدها إلى سلا ثم مراكش. وما لفت انتباهه في مراكش مسجد الكتبيين وصومعته الهائلة العجيبة، ثم المدرسة العجيبة التي “تميزت بحسن الوضع وإتقان الصنعة”. الرحلة الثالثة ومن مراكش سافر إلى حضرة فاس. مُوَدِّعا أبا عنان، في رحلة جديدة إلى البلاد المسماة في عصره السودان
المرأة في القرن الثامن الهجري الرابع عشر الميلادي على لسان امير الرحالين المسلمين
لم يغفل ابن بطوطة عن ذكر المرأة ومكانتها في المجتمع. بل إنه عنى بوصفها عناية كبيرة. قام بوصف النساء الحرائر والجواري، والحاكمات والخادمات، والصالحات والطالحات، والكبيرات في السن والصغيرات وغيرهن. قد تردد ذكر الخواتين في رحلة ابن بطوطة لكونه على الإتصال الوثيق بالسلاطين والأمراء والوزراء. وقد كانت خواتينهم يرافقنهم في إرتحالهم وإنتقالهم من مكان إلى مكان. وقد دهش ابن بطوطة بجلالة الخواتين وعظمتهن، فنلن حظا وافرا من رحلته. فمثلا يقول عن خواتين السلطان أبي سعيد ملك العراق: “نزل كل خاتون من خواتينه في محلة على حدة، ولكل واحدة منهن الإمام والمؤذنون والقراء والسواق. فإذا كان الرحيل ضرب الطبل الكبير ثم ضرب طبل الخاتون الكبرى التي هي الملكة ثم أطبال سائر الخواتين”
. ويقول ابن بطوطة في حديثه عن بلاد السودان والمغول والأتراك: “ورأيت بهذه البلاد عجبا من تعظيم النساء عندهم وهنّ أعلى شأنا من الرجال، والنساء لدي الأتراك والتتر لهن حظ عظيم وهم إذا كتبوا أمرا يقولون فيه: عن أمر السلطان والخواتين وكل خاتون البلاد والولايات والمجابي العظيمة، وإذا سافرت مع السلطان تكون في محلة واحدة.
المرأة الحاكمة كما ذكرها الرحالة المسلم ابن بطوطة
لم تكن المرأة تقف بعيدة عن مجال السياسة بل لعبت دورها في هذا المجال أيضا. وكانت بعض النساء يحكمن في بعض البلاد كما أخبرنا ابن بطوطة عن امرأة حكمت في مدينة دهلي بالهند. يقول: “ثارت أخت السلطان على أخيها لقتل شقيقه، فقتلوه اختاروها سلطانة مكانه، ثم خلعت وولى أخوها الأصغر. وما لبثت أن ثارت عليه ولكنها هزمت وفرت”. وهكذا تحدث ابن بطوطة عن حكم خديجة سلطانة في جزائر ذيبة المهل حيث كانت تنفذ الأوامر باسم خديجة ويذكرها الخطيب يوم الجمعة وغيرها.
وصف ابن بطوطة امرأة تحكم في بلاد طوالسي قرب الصين ولها في عسكرها نسوة وخوادم وجوار يقاتلن كالرجال وتخرج (الملكة) في العساكر من رجال ونساء. فتغير على عدوها وتشاهد القتال وتبارز الأبطال. وبالإضافة إلى ذلك كانت المرأة تشارك بعض الأماكن زوجها الحاكم أو أخاها أو ابنها في التخطيط والتحكيم وكانت توجهه وترشده إلى ما هو الصواب والصحيح في الشؤون المختلفة. فتفيد هذه العبارات أن المرأة من الطبقة العالية تمتعت في ذلك العصر بقسط وافر من الإحترام والتقدير.
أما المرأة العادية التي تنحدر من الشعب فلا تحظي بنفس المرتبة ولا تلقي نفس التقدير والإحترام. ومن المعلوم أن النساء لم تكن تشغل الوظائف العامة كما لم تكن تعمل في المصانع إلا فيما ندر ومن أمثلة ذلك قوله عن نساء القسطنطنية، يقول: “وأهل كل صناعة على حدة لا يشاركهم سواهم وعلى كل سوق أبواب تسد عليه بالليل وأكثر الصناع والباعة بها نساء
حكاية ابن بطوطة عن قوم يقومون باحراق النساء
لم يكن ابن بطوطة يلفت أنظاره نحو المجتمع غير الإسلامي في معظم الأحيان. ولكنه أطال الحديث في تصوير العادة السيئة التي فشت بين نساء كفار الهنود آنذاك المعروفة باسم ” الساتي ” (Sati)، وهي: أن المرأة كانت تحرق نفسها مع زوجها إذا توفي. فكانت المرأة تخرج متزينة راكبة والناس يتبعونها وكانت تضرب الأبواق والطبول أثناء سفرها إلى محرقة. فمن النساء من أحرقت نفسها بعد زوجها كانت تزيد أهل بيتها شرفا وكانوا ينسبون إلى الوفاء.
وبالجملة نقول: لقد اهتم أمير الرحالين ابن بطوطة بذكر وضع المرأة في البلاد المختلفة في عصره. بل إنه بالغ العناية بوصف عن جميع النساء اللوائي صادفهن أثناء إرتحاله وتجواله في البلدان المختلفة. لاحظنا أنه تكلم عن السلطانة والجارية والصالحة والفاسقة والوفية والزانية والجميلة والقبيحة. وأما وضع المرأة في القرن الثامن الهجري فوجدنا أن النساء من الطبقة العالية كن يتمتعن بالتقدير والإحترام. ولم يمارس عليها الظلم والجور الذي مورس على المرأة الجارية وأما المرأة العادية. فلم تكن تحظي بهذا القدر من الإحترام. وفي الأغلب أشاد ابن بطوطة بجمالهن وأخلاقهن وتأثر في أغلب الأحيان بشخصية المرأة ووفائها وصبرها وإخلاصها وحسن معاشرتها. ولكن رغبته فيهن لم تمنعه من وجه النقد إليهن بعض الأحيان وذلك حينما وجد فيهن عديدة من العادات السيئات والأخلاق الذميمة.
وفاة الرحالة المسلم ابن بطوطة
توفي في المغرب في عام 1368م، ويذكر أنه قبل وفاته قام بإنهاء كتابة جميع رحلاته ومذكراته. بعد أن كان عامل قاضيًا في المغرب وقضي نهاية حياته في سرد مذكراته، ورحل بعد أن قدم أعظم كتاب عن السفر والرحالة.
حيث إنه سافر إلى أماكن أبعد من ماركو بولو، وقدم أعمال تضم العديد من الأمور التي لا تقدر بثمن. حيث إنه تحدث عن جميع الأمور التي شاهدها في جميع أنحاء العالم. وتناول الحديث عن الكثير من الأشخاص والحكام والمحكومين والمعالم الدينية والتاريخية والثقافية للعديد من الشعوب.
وكانت رحلاته مصدرًا للمشروعات البحثية والتحقيقات التاريخية. ولازالت رحلة ابن بطوطة من أهم الأعمال المؤثرة في أدب لرحلات حتى يومنا هذا. على الرغم من وجود بعض القصص المستعارة، وبعض القصص التي لا يمكن تصديقها.
أشهر كتاب في أدب الرحلات رحلة ابن بطوطة: تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار
يُعَدُّ هذا الكتابُ من أشهرِ كُتبِ الرِّحلاتِ في التاريخ؛ فقد عُرِفَ «ابن بطوطة» بكثرةِ أَسْفاره. وبسببِ شُهرتِه العالميةِ لقَّبَته «جمعيةُ كامبريدج» ﺑ «أمير الرحَّالةِ المُسلمِين». بدأَ «ابن بطوطة» رِحلتَه من «طنجة» مَسقطِ رأسِه؛ ناويًا حجَّ بيتِ اللهِ الحرام. ورحَلَ دونَ رفيقٍ ولا قَرِيب. واتخذَ في كلِّ مدينةٍ وقَفَ فيها صاحبًا، فحكى عنه وعن المدينةِ التي قابَلَه فيها. قُدِّرَ زمنُ رِحلاتِه بما يَقربُ من الثلاثينَ عامًا.
وقد أَمْلى على «ابن جزي الكلبي» تَفاصيلَ تلكَ الرِّحلاتِ ونَوادرَها. وبعدَما انتهى منَ التدوينِ أطلَقَ على مؤلَّفِه هذا اسمَ: «تُحْفة النُّظَّارِ في غرائبِ الأَمْصارِ وعجائبِ الأَسْفار». لم يَكْتفِ «ابن بطوطة» بالوصفِ الخارجيِّ للأماكنِ التي زارَها، بل استفاضَ في الحديثِ عن مَداخلِ المدنِ ومَخارِجِها وطَبائعِ الشعوبِ المُختلِفةِ التي عاشَرَها، وسرَدَ العديدَ منَ الحِكاياتِ المشوِّقةِ التي جعَلَتْه من رُوَّادِ أدبِ الرحلاتِ في الأدبِ العربي. حتى إنَّنا لا نَستطيعُ الإشارةَ إلى شخصٍ كثيرِ التَّرْحالِ دونَ أن نلقِّبَه ﺑ «ابن بطوطة»