أحداث سياسية

28 فبراير البابا بندكت السادس عشر يستقيل من منصب بابا الفاتيكان

حدث في مثل هذا اليوم 28 فبراير 2013 البابا بندكت السادس عشر يستقيل من منصب بابا الفاتيكان. لضعف عقلي وجسدي لتقدمه في العمر. إلا أن من حقه أن يسعد بتحقيق رقم قياسي بين أصحاب الكرسي البابوي برغم ذلك: فالبابا الألماني الجنسية الذي يحمل في الحقيقة اسم يوسف راتسينجر يعد بأعوامه الثلاثة والتسعين وأربعة أشهر وعدة أيام أكبر البابوات عمرا في أروقة الكنيسة الكاثوليكية.

البابا بندكت السادس عشر قبل البابوية

ولد البابا بنديكت السادس عشر فى ولاية بافاريا في 16 أبريل 1927 في بلدة “ماركتل أم إن” البافارية، وما يزال يعيش في الفاتيكان – بالقرب تماما من خلفه البابا فرنسيس (البالغ حاليا 83 عاما).

درس اللاهوت والفلسفة عام 1947 وأصبح كاهنًا عام 1951، إلى جانب كونه محاضرًا في اللاهوت في عدد من الجامعات الأوروبية ونشر عدة مؤلفات حول اللاهوت والعقائد المسيحية والكاثوليكية؛ خلال حبرية البابا بولس السادس (1963 إلى 1978) أصبح رئيس أساقفة ميونخ ثم كاردينالاً في 27 يونيو 1977؛ وبعدها بأربع سنوات عينه البابا يوحنا بولس الثاني رئيسًا لمجمع العقيدة والإيمان في الفاتيكان. وظل محتفظًا بمنصبه حتى انتخابه بابا؛ عيّن في 5 أبريل 1993 أسقفًا فخريًا على مدينة فليتري الإيطالية؛ وانتخب في العام 1998 كنائب عميد مجمع الكرادلة المولج مهمة انتخاب البابا عند شغور المنصب، وانتخب في 30 نوفمبر 2002 كعميدًا لمجمع الكرادلة.

إقرأ أيضا:15 فبراير ذكرى الحكم بالاعدام على سقراط الفيلسوف اليوناني الاشهر والاول في التاريخ

حتى قبل أنتخابه كبابا، اعتبر بندكت السادس عشر من الشخصيات المؤثرة في الفاتيكان خصوصًا بسبب علاقته المقربة من البابا يوحنا بولس الثاني، وقد ترأس القداس الإلهي خلال جنازته عام 2005.

بعد البابوية

قوبل تعيينه حبراً أعظماً لأكبر طائفة مسيحية على الأرض بمزيج من الفرحة و خيبة الأمل و خاصة في بلده ألمانيا. يعتبر البابا بينيدكت السادس عشر مكملاً لسياسات البابا السابق و متشدداً تجاه بعض المواضيع. و خاصة فيما يتعلق بمنع الحمل، تعيين سيدات كأساقف و زواج المثليين. في أول قداس له بعد تنصيبه أدرج توحيد الطائفة المسيحية و الحوار مع الأديان الأخرى على أول سلم أولياته.

استقالة البابا بندكت السادس عشر بابا الفاتيكان

أعلن البابا بنديكتوس السادس عشر الاثنين استقالته في خطاب ألقاه باللاتينية خلال مجمع كرادلة منعقد في الفاتيكان، في خطوة غير مسبوقة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية.

وأوضح لومباردي أن البابا بنديكتوس السادس عشر “لن يكون له أي دور في مجمع الكرادلة” وسينصرف بعد مغادرة مهامه “لحياة من الصلوات” مؤكدا أن قراره “لم يكن فجائيا، وإنما حضر له”.

إقرأ أيضا:3 مارس ذكرى سقوط الخلافة العثمانية على يد كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة

وقال البابا (85 عاما) في خطابه “بعد مراجعة ضميري أمام الله توصلت إلى قناعة بأنني لم أعد قادرا بسبب تقدمي في السن على القيام بواجباتي على أكمل وجه على رأس الكنيسة” الكاثوليكية.

وأضاف “في عالمنا اليوم الذي يشهد تغيرات متسارعة وتساؤلات مهمة متعلقة بالإيمان لرئاسة الكنيسة الكاثوليكية يجب التمتع بالقوى الجسدية والعقلية اللازمة”.

وخلال ولايته البابوية التي استمرت ثماني سنوات، واجه البابا أخطر فضيحة تحرش جنسي بالأطفال التي سببت أزمة في الكنيسة المعاصرة.

والعام الماضي واجه بنديكتوس السادس عشر داخل جدران الفاتيكان، فضيحة تسريب وثائق سرية أدت إلى إدانة كبير خدمه باولو غابرييلي. وكان لخيانة احد المقربين منه تأثيرا كبيرا عليه.

وقال البابا انه في الأشهر الأخيرة شعر بتعب كبير لدرجة انه “بات علي الإقرار بعجزي عن القيام بالمهام الموكلة إلي بشكل جيد”.

وفي كتاب بعنوان “أضواء العالم” نشر في 2010، أشار البابا إلى إمكانية استقالته في حال شعر انه لم يعد قادرا على الاستمرار في منصبه.

ردود الفعل العالمية حول استقالة البابا بندكت السادس عشر بابا الفاتيكان

 قال المونسينيور انجيلو سودانو عميد الكرادلة إن إعلان البابا “جاء كالصاعقة في سماء صافية”.

إقرأ أيضا:14 يناير 1999 محاكمة بيل كلينتون في الفضيحة الجنسية مونيكا غيت

كما أعرب رئيس الوزراء الايطالي المستقيل ماريو مونتي “عن صدمته لهذا النبأ”.

واعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن قرار البابا الاستقالة “موضع احترام شديد” وذلك على هامش زيارة لضواحي باريس.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن “الملايين سيفتقدون البابا كزعيم روحي” مشيدا بجهوده لترسيخ علاقات بين الفاتيكان وبريطانيا.

وأعربت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل عن “احترامها الكبير” للبابا بنديكتوس السادس عشر.

وأعلن كبير حاخامات إسرائيل الاشكيناز يونا متسغير أن البابا بنديكتوس السادس عشر ساهم في تحسين العلاقات بين المسيحية واليهودية واسهم في “خفض الأعمال المعادية للسامية في العالم”.

وأعلن أسقف كانتربري جاستن ويلبي الزعيم الروحي للانغليكان انه حزين جدا لإعلان البابا” وانه “يتفهم تماما قراره”.

وأعرب سكرتير أسقفية بولندا المونسينيور وجيش بولاك عن دهشته قائلا “إنها مفاجأة كبيرة لنا”، مضيفا أن البابا “فكر مرارا في ما إذا كان يمكنه بسبب تقدمه في السن القيام بمهامه بشكل صحيح، بوصفه خليفة للقديس بطرس”.

بندكت السادس عشر بابا الفاتيكان ومصر

في 9 يناير 2011  دعا البابا بنديكت السادس عشر إلى اتخاذ اجراءات لحماية المسيحيين في الشرق الأوسط وخاصة في العراق ومصر ، ودعا كذلك الزعماء العرب المسلمين لحماية حقوق الأقليات المسيحية وضمان عدم تعرضهم لاعتداءات. ونددت مصر بتصريحات البابا واعتبرتها تدخلا غير مقبولا في شئونها الداخلية وقامت باستعداء سفريتها في الفاتيكان في 11 يناير 2011.

البابا بندكت السادس عشر وانهاء عزوبية القساوسة

في كتاب الذي من القرر أن يصدر في فبراير 2020، حول أزمة التحرش الجنسي في الكنيسة الكاثوليكية، أكد البابا معارضته مقترحات لإنهاء عزوبية الكهنة.

وفي ظهور عام نادر للبابا الشرفي منذ تقاعده قبل ست سنوات، يقول بنديكت وشريكه في تأليف الكتاب، الكاردينال روبرت ساره، المولود في غينيا، بأن الكهنة يجب ألا يستسلموا لإغراء التخلي عن العزوبية.

وبعد ظهور العديد من حالات التحرش الجنسي من جانب القساوسة الكاثوليك في أنحاء العالم، ازدادت الدعوات إلى وقف الحظر الذي فُرض منذ قرون على زواج القساوسة داخل الكنيسة وخارجها.

لكن البابا الشرفي يجادل بأن دور الكاهن يجب أن يستمر على أنه “عريس للكنيسة”. وفي كتابه المقرر أن يصدر في 20 فبراير بعنوان “من أعماق قلوبنا: الكهنوت، العزوبية وأزمة الكنيسة الكاثوليكية”، كتب البابا أن “الكهنوت يمر بفترة مظلمة”.

وتأتي كتابات بنديكت بعد أن وافق مجمع الأساقفة في الڤاتيكان في أكتوبر 2019 على ترسيم رجال متزوجين في حالات استثنائية، فيما تم اعتباره نقطة انطلاق محتملة لإنهاء شرط عزوبية الكهنة.

السابق
26 فبراير ميلاد أحمد زويل أبوكيمياء الفيمتو الحاصل على نوبل 1999
التالي
1 مارس ذكرى مذبحة القلعة محمد علي يقضي على المماليك في مصر