فن

8 فبراير ذكرى ميلاد الفنانة شادية دلوعة السينما المصرية والعربية

حدث في هذا اليوم في 8 شباط/فبراير 1931 . ولدت فاطمة كمال الدين أحمد شاكر، التي عرفت فيما بعد بالفنانة الكبيرة شادية، بالحلمية الجديدة بالقاهرة، لأم مصرية من أصل تركي وأب مصري الأصل. كان يعمل مهندساً زراعيا بالمزارع الملكية. كان ترتيب شادية الخامسة بين اخوتها حيث يكبرها أشقاؤها محمد وسعاد وطاهر وعفاف.لقبت من قبل أفراد الأهل والعائلة باسم “شوشو” بينما الأصدقاء من الوسط الفني والمقربين ينادوها باسم “فتوش“. تعتبر من أهم الفنانات في تاريخ السينما المصرية، ولقبها النقاد والجمهور بدلوعة السينما.

المسيرة الفنية للفنانة شادية

بدايتها جاءت على يد المخرج أحمد بدرخان الذي كان يبحث عن وجوه جديدة. فتقدمت هي التي أدت وغنت ونالت إعجاب كل من كان في إستوديو مصر، إلا هذا المشروع توقف ولم يكتمل، ولكن في هذا الوقت قامت بدور صغير في فيلم أزهار وأشواك وبعد ذلك رشحها أحمد بدرخان لحلمي رفلة لتقوم بدور البطولة أمام محمد فوزي في أول فيلم من إنتاجه وأول فيلم من بطولتها، وأول فيلم من إخراج حلمي رفلة العقل في إجازة، وقد حقق الفيلم نجاحًا كبيراً مما جعل محمد فوزي يستعين بها بعد ذلك في عدة أفلام الروح والجسد، الزوجة السابعة، صاحبة الملاليم، بنات حواء.

إقرأ أيضا:28 فبراير رحيل الفنان الكبير يوسف شعبان محسن ممتاز في مسلسل رأفت الهجان

حققت نجاحات وإيردات عالية للمنتج أنور وجدي في أفلام ليلة العيد بعام 1949 و ليلة الحنة بعام 1951 وتوالت نجاحاتها في أدوارها الخفيفة وثنائيتها مع كمال الشناوي التي حققت نجاحات وإيرادات كبيرة للمنتجين وعلى حد تعبير كمال الشناوي نفسه «إيرادات بنت عمارات وجابت أراضي» ونذكر منها حمامة السلام بعام 1947 وعدل السماء والروح والجسد و ساعة لقلبك بعام 1948 وظلموني الناس بعام 1950 وظلت نجمة الشباك الأولى لمدة تزيد عن ربع قرن كما يؤكد الكاتب سعد الدين توفيق في كتابه تاريخ السينما العربية، وتوالت نجاحاتها في الخمسينيات من القرن العشرين وثنائياتها مع عماد حمدي و كمال الشناوي بأفلام أشكي لمين بعام 1951 أقوى من الحب بعام 1954 و إرحم حبي بعام 1959.

دلوعة السينما ومعبودة الجماهير

شهدت الفترة من بداية شادية السينمائية (1947) حتى قيام ثورة يوليو (1952) مشاركتها في حوالى 42 فيلماً من مجموع 115 أدّت بطولتها. وكان آخر أفلامها «لا تسألني من أنا؟» (1984). في مرحلة ما قبل يوليو، أجادت أدوار الفتاة الدلوعة، ابنة الطبقة المتوسطة المغلوبة على أمرها، التي تبحث عن الحب. لكنها مع بداية الثورة تنتقل نقلة أخرى، متمرّدة على أدوار الدلع لتقدم شخصية الفتاة المقهورة. تشهد سنوات الثورة، تحديداً الستينيات، نضجها الفني، لتشارك في عشرات الأفلام التي تعبّر عن سنوات صعود الثورة، وانكساراتها وقضاياها الرئيسية.

إقرأ أيضا:21 يناير ذكرى ميلاد نجمة الجماهير نبيلة عبيد المصرية قلبا وقالبا

نجدها في «زقاق المدق» (عن رواية نجيب محفوظ) جسّدت دور حميدة التي حاول النقاد ربطها بمصر لحظة الاحتلال الإنكليزي. ثم لعبت دور «نور» في «اللص والكلاب» (محفوظ) حيث جسّدت شخصية المومس، إلا أنها كانت نقطة النور الوحيدة في حياة سعيد مهران، الذي خانه الجميع. كانت هي النور وسط غابة لا مكان فيها إلا للصوص والكلاب. وفي «شيء من الخوف»، أدّت دور فؤادة التي تتحدى الطاغية، وقوانينه وقراراته. يتزوجها غصباً، لكنها تقاوم طغيانه، وتفتح باب الأسئلة حول الأوضاع، ليثور عليه الجميع.

أما في «ميرامار»، جسّدت شخصية «زهرة»، الفتاة الريفية التي تحضر إلى الإسكندرية لتعمل في البانسيون، وتحتك بشخصيات من كافة أطياف اللحظة السياسة. كانت هي أيضاً، أو بدت رمزاً لمصر، التي تتعرض لأزمة لكنها غير قابلة للانكسار، وهو ما نجحت ملامح شادية وصوتها في تجسيده ببراعة. هكذا كانت ترصد الجانب المظلم من تلك المرحلة السياسية، لكنها أيضاً لم تهمل جوانب أخرى في أفلامها التي بدت ساخرة مثل «مراتي مدير عام»، «نصف ساعة زواج»، «عفريت مراتي»

ثورة يوليو وتغير مسار شادية

كانت «ثورة يوليو» زمن صعود شادية. وعندما انتهت الثورة وبدأت إنجازاتها تتبدّد، اختفت شادية. وقفت للمرة الأخيرة على المسرح، غنّت الأغنية الدينية: «جه حبيبي وخد بإيدي» (1986) وقررت بعدها الاعتزال. قالت تبرّر قرارها: «آن الأوان لتلك المرحلة، وليكتفِ جمهوري ممّا قدمته له، لا أريد أن انتظر حتى تهجرني الأضواء. أريد أن أظل في ذاكرة الجمهور بأجمل صورة لي عنده». لم تخجل شادية من ماضيها الفني، كما فعلت كثيرات ممن اعتزلن الفن. لم تتاجر بقرارها. حافظت على صورتها. ظلّ صوتها صوت الشجن، بقدر ما هو أيضاً صوت الدلع وخفة الروح!

إقرأ أيضا:ميلاد العالم الجليل والمفكر الإسلامي الشيخ محمد الغزالي 22-9

حياة فتوش الشخصية والزوجية

خفق قلب الفنانة شادية بالحب لأول مرة عام 1947 لضابط أسمر من الصعيد. وبينما كانت شادية تتأهب لعد قرانها كانت يد القدر أسبق فخطفت حبيبها الذي سقط شهيداً في ساحة الحرب بين العرب وإسرائيل عام 1948.

قدمت شادية  في “قطار الرحمة” عام  1952 مع عماد حمدي الذي كان متجهاً للصعيد وله أهداف إنسانية واشترك فيه عدد كبير من الفنانين، وتزوجا أثناء تصوير مشاهد فيلم “أقوى من الحب” بالإسكندرية عام 1953 ورغم فرق السن بينهم الذي كان يتعدى الـ20 سنة إلا أنها وافقت على الزواج منه عندما فاتحها دون تردد. ومضت مسيرة هذه الحياة الزوجية لمدة ثلاثة أعوام.

طلقت شادية من زوجها الفنان عماد حمدي عام 1956م بعد عدة مشاكل منها فارق السن وشرطه على عدم الإنجاب  مما صدمت هذه الخطوة جمهورهم.

فريد الاطرش وشادية

عملت شادية مع فريد الأطرش في فيلم “ودعت حبك” ليوسف شاهين، ولم تكن شادية تحب أغاني فريد وهذا ما واجهته به ذات يوم ولكنها عندما اقتربت منه أحبت فيه صفات عديدة على حد قولها مثل الحنان والرقة والأمان وخفة الدم.

ولقد ظهرت قصة حب شادية وفريد على صفحات الجرائد والمجلات. وهو ما رحب به الاثنان وذهبت شادية معه إلى حلقات سباق الخيل وسهراته المشهورة وبدأ الاثنان يفكران في الزواج. وسافر فريد من أجل إجراء الفحوصات الطبية وكان يرسل لها البرقيات اليومية كعادة العشاق وبعد عودته عاد فريد للسهر والحفلات وهو ما أدى إلى انتهاء هذا الارتباط العاطفي لأنها كانت تحتاج إلى بيت هادئ ترجع إليه آخر النهار ولا تقدر على سهرات فريد اليومية وقد كانت شادية تعيش في شقة بنفس العمارة التي بها فريد وهو ما جعل الشائعات تقول انهم عقدا القران، ما أكدا دائماً انه غير حقيقي. وانتهزت شادية فرصة سفر فريد لتبيع الشقة وتسكن في مكان آخر محاولة بذلك إسدال الستار على ثالث قصة حب بعد الضابط الصعيدي وعماد حمدي.

 في سبتمبر1957 تزوجت شادية من الإذاعي المعروف فتحي عزيز تعرفت شادية به في سرداق عزاء الفنان سراج منير. وقد كان فتحي ابن المهندس المعماري محمد فتحي وتعد ميمي وزوزو شكيب شقيقتي والدته، كما أن والدته هي عمة الفنان عمر الحريري. سرعان ما طلبت الطلاق بعد عامين وذلك بسبب غيرته الشديدة عليها والتي أدت إلي وصول العلاقة بينهم إلى نهاية المطاف هذا إلى جانب سبب آخر أسرع من الوصول لهذه النهاية وهو حملها منه وفقدانها الجنين في شهره الثاني، حيث أصيبت بصدمة نفسية وعصبية جعلتها لا تطيق غيرته عليها. وتم الطلاق في 08/06/1959م.

زواج شادية وصلاح ذو الفقار

عام 1964 ارتباطت بالفنان صلاح ذو الفقار الذي كان زواجها منه بمثابة شهر عسل لمدة سبع سنوات أسفر عنه نجاح سينمائي غير عادي لهم كثنائي، حيث كان استقرارها العاطفي منعكس على فنّها بالنجاح والنضج والعطاء وللأسف انتهى بالطلاق وذلك بعد فقدانها الجنين للمرة الثانية بعد حمل دام 4 شهور ودخلت في رحلة علاج من صدمة نفسية وعصبية بسيطة خرجت منها طالبة الطلاق من صلاح ذوالفقار دون تراجع وكأنها لا تريد أن تكون على هامش حياة صلاح ذوالفقار. وتم الانفصال في عام 1969م انفصالاً نهائياً.

بعد مشوارها الفني الطويل التي قدمته من خلال أكثر من 150فيلماً ومسرحية واحدة هي “ريا وسكنية” وأكثر من 500 أغنية وكان منها العديد من الأغاني الوطنية، أشهرها أغنية يا حبيبتي يا مصر.

اعتزال شادية وتفرغها للأعمال الخيرية

اعتزلت الفنانة الكبيرة شادية الفن عام 1986 وتفرغت للأعمال الخيرية وقد قدمت للفقراء دار للأيتام ومسجد ودار لتحفيظ القرآن تم بنائهم في شارع الهرم وأيضاً شقة كانت تملكها في منطقة المهندسين قامت بالتبرع بها لصالح جامع مصطفى محمود وهو ما أكده العالم نفسه في أحد البرامج التلفزيونية مؤكداً أنها كانت تساوي وقتها ربع مليون جنيه.

وبتاريخ 28 نوفمبر 2017، رحلت معبودة الجماهير شادية عن عالمنا مخلفة وراءها تاريخ فني وإنساني كبير يجعلها خالدة في قلوب محبيها.

أهم افلام شادية السينمائية

  • ظلموني الناس
  • “المرأة المجهولة”.. وموهبة فريدة
  • “ارحم حبى”.. التمرد الحلو والإغراء الناعم
  • ليلة من عمرى”.. بساطة الموهبة وعبقريتها
  • معبودة الجماهير”.. مع العندليب ذاك أفضل جدًا
  • شىء من الخوف”.. فؤادة 
  • زقاق المدق”.. تمرد حميدة الذى نحبه
  • الطريق.. إبداع آخر مع نجيب محفوظ
  • الزوجة 13.. الكوميديا على طريقة شادية ورشدى
  • نحن لا نزرع الشوك.. والله يا زمن
  •  شباب امرأة.. كيف تكون نجما بدور ثان
السابق
7 فبراير ذكرى اعلان استقلال جنوب السودان عن الشمال بعد الاستفتاء الشعبي
التالي
9 فبراير ذكرى اعدام رئيس وزراء العراق عبد الكريم قاسم بعد يوم من إقالته