أحداث سياسية

8-11 ذكرى وقوع معركة الجبل الأبيض قرب مدينة براغ بين الكاثوليك والبروتستانت

حدث في مثل هذا اليوم

وقوع معركة الجبل الأبيض قرب مدينة براغ

إذا كنت من المهتمين بالتاريخ وبأحداثه البارزة التي وقعت عبر مخلف الأزمنة فمن البديهي أن تكون مدركا بأن حرب الثلاثين عاما التي تمثلت في صراعات دامية هي التي مزقت أوروبا وجعلتها متفرقة بسبب كثرة القوى الأوروبية  التي شاركت في تلك الحروب

وإذا كنت حقا من المتتبعين لهذه لأحداث التاريخية فستتذكر أنه في مثل هذا اليوم وقعت معركة الجبل الأبيض. لذا إن كنت على علم بها فتابع معنا لعلك توسع من معلوماتك حولها وإن لم تكن كذلك فهذه هي فرصتك لتضيفها لمعلومات وثقافتك العامة.

معركة الجبل الأبيض جاءت شرارتها الأولى من الصراع التاريخي وهو صراع ديني بين الكاثوليك والبروتستانت استمر بهم الحال على ذلك إلى أن أخذ هذا الصراع الطابع السياسي وذلك من أجل السيطرة على الدول الأخرى.

في مثل هذا اليوم وقعت بين كل من فرنسا والنمسا ما أطلق عليه بــ:  معركة الجبل الأبيض التي اندلعت في يوم 8 نوفمبر من عام 1620.وذلك حينما خرج جيش مؤلف من البوهيميين والمرتزقة بلغ عددهم أكثر من عشرين ألف رجل، تحت قيادة كريستيان «أمير انهالت» ليواجه جيشين آخرين كان الأول منهم هو جيش الإمبراطور الروماني فرديناند الثاني تحت قيادة تشارلز بنافين تور بوكو والثاني كان جيش الاتحاد الكاثوليكي بقيادة جوهان تزركليس دوق تيلي. وكانت هذه الجيوش كلها قد التقت في تشيكيا بالقرب من مدينة براغ وأدت المعركة إلى نهاية الحقبة البوهيمية من حرب الثلاثين عاما بحيث كان النصر في الحرب من حليف الجيش الإمبراطوري بقيادة فرديناند الثاني.

إقرأ أيضا:7 فبراير ذكرى اعلان استقلال جنوب السودان عن الشمال بعد الاستفتاء الشعبي

يذكر أن الإرهاصات الأولى التي أدت إلى إشعال حرب الجبل الأبيض كانت منذ أوائل عام 1618، حيث بلغ لمجلس فرديناند للأوصياء في بوهيميا، أن البروتستانت كانوا يبنون كنيستين على أراضي تابعة للملك في Klostergrab(غراب)، وهي قرية قريبة من حدود ولاية سكسونيا، وقد كان البروتستانت يبنون كنيسة في نواحي المدينة بعد أن أكدوا أن لديهم الحق في بناء كنيستهم لأنهم كانوا يدعون أنهم أحرار وليسوا تابعين. لكن ما أثار غضب الجبهة الثانية أنه في عملية البناء هذه، زعم أن البروتستانت سرقوا مواد بناء من دير مجاور.

وبالدخول في تفاصيل وقوع معركة الجبل الأبيض التي خسر فيها البروتستانت 5000 رجل في المعركة وتركوا كل مدفعيتهم ومعداتهم في مكانها. كما تم إعدام 27 شخصا من قادة التمرد في ساحة البلدة القديمة في وسط مدينة براغ.  فقد كانت أحداث بداية حرب الجبل الأبيض وأجوائها فإن القائد البروتستانتي، كريستيان الأول من أنهالت بيرنبرغ، كان قد جمع قواته ونشرها على منحدرات تل الجبل الأبيض، وبالتالي فقد إستطاع سد الطريق إلى مدينة براغ . وكان الجيش يتكون بشكل أساسي من مرتزقة ألمان وهنغاريين بالإضافة إلى وحدات تشيكية ومورافيا. بحيث احتلت قوات الجيش موقعا إستراتيجي مكنه من التحرك ومباغتة العدو بشكل قوي حيث كان الجناح الأيمن مغطى بنزل للصيد أما الجانب الأيسر فقد كان عبارة عن مجرى مائي.

إقرأ أيضا:4-10 ذكرى اعتراف العراق رسميًا باستقلال الكويت وسيادتها على أراضيها

أما تيلي فقد كان يراقب موقع العدو، وقام بعدها بإرسال أفضل رجاله المدربين عبر جسر صغير لعبور التيار ومهاجمة الصف الأول من الجيش المقابل لهم.  وفي نفس الوقت كان هناك فريق آخر يدعمهم بنيران المدفعية الثقيلة. وبذلك بدأت الحرب بشكل لي حيث تداخل جميع الجنود من كل الجيوش. وبعد مضي ساعتين فقط من القتال العنيف، تم سحق مركز خط العدو، مما أدى إلى إنهاء القتال. فهربت بذلك أفواج بقيادة هاينريش ماتياس فون ثورن بعد الهجوم الأول، فتبعها عن كثب سلاح الفرسان المجري التابع للعقيد كورنيسزا. وفي النهاية وصل ما يقرب من 3000 فارس كان قد أرسلهم أمير ترانسيلفانيا غابرييل بيتلين لمساعدة الجيش البروتستانتي لكن ذلك كان بعد فوات الأوان.

وبهذا تركت معركة الجبل الأبيض عواقب وخيمة و دائمة في تاريخ أوروبا الوسطى فقد فتحت مرة أخرى الطريق للكاثوليكية وتم تأكيد الحكم المطلق في البلدان النمساوية والبوهيمية. وكان للمعركة أيضا تأثير كبير على اللغة التشيكية. حيث تبنت الطبقة المتعلمة من التشيك اللغة الألمانية. مما جعل اللغة التشيكية تعيد تنشيط نفسها كلغة أدبية في حركة النهضة الوطنية التشيكية في أواخر القرن 18 وأوائل القرن 19.

إقرأ أيضا:11 يناير تخلي الشاذلي بن جديد عن رئاسة الجزائر

وبذلك وفي مثل هذا اليوم انتصر أخيرا آل هابسبورغ وتمكنوا من الشروع في إعادة جعل بوهيميا كاثوليكية، وأيضا معاقبة كل من بقوا وراءهم ممن شاركوا في التمرد. وكان تلك اللحظة مليئة بالرعب وأحس الكثير منهم بالإهانة وأن الأمر لا يستحق أن يصل لهذا الحد. لكن رغم ذلك غابت الأحاسيس و في اليوم 21 يونيو من عام 1621، وفي وسط مدينة براغ، تم قطع رؤوس أولئك المتمردين، بما في ذلك النبلاء، وقد تعدد طرق القيام بذلك فمنهم من مات بالسيوف، أو الشنق و تقطيع أجسادهم إلى أرباع. وكما سبق أن ذكرنا فقد تم تجريد النبلاء التشيكيين من أراضيهم واستبدالهم بالنبلاء الكاثوليك الصغار من أصل ألماني.  كما تم إعداد دستور جديد يربط بوهيميا بالولايات الوراثية لعائلة هابسبورغ. لتكون هذه نهاية الاستقلال الذاتي لهذه المملكة التي كانت ذات الأغلبية السلافية، والتي كانت آنذاك قد لعبت دورا ثقافيا وسياسيا رائدا لفترة طويلة.لتبدأ بعد ذلك رحلة هجرة عشرات الآلاف من بوهيميا نحو دول ومناطق مختلفة في أوروبا.

السابق
7-11 ذكرى وفاة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
التالي
9-11 ذكرى تولي الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود حكم المملكة العربية السعودية